منذ فترة ليست بالقصيرة درجت على متابعة عدد من البرامج في عدد من القنوات في ذات الوقت، والسبب بسيط، معظم البرامج المقدمة فارغة وتفقد قوة الجذب في فترات وتجعلك تبحث عن شيء آخر يشدك أكثر، وأكون قد هيأت لنفسي البديل الذي يحمل نفس قوة الجذب، وبالتالي أستطيع أن أتحول عنه بنفس السهولة.
هذه الليلة كذبت قناة أم درمان توقعاتي وقدمت لي مقابلة فنية غنية ليس فيها ضيوف مشهورون ولا أسماء في القمة، بل أناس عاديون شاركوا في تقديم برنامج عادي، ناطحوا به هام السحاب نجاحا وتميزا، ولم أفكر لحظة واحدة أن أتحول عنه. مقدمة البرنامج نادية عثمان، كانت ذات حضور جميل وتركيز على موضوع البرنامج طول وقت الحلقة، تطرح السؤال وتعطي ضيفتها الفرصة والوقت لترد ولا تقاطع ولا تدعي المعرفة أو تتولى الرد، كما يفعل معظم مقدمي البرامج الكبار في قنواتنا، زورا.
كانت ضيفتا الحلقة، من الموسيقيات الشابات وخريجات كلية الموسيقى والمسرح، سارة شحاتة، وقد قدمت نماذج من عزف جميل على آلة الكمان، وإبتهال، لم أستطع معرفة إسمها كاملا، وقد شاركت بعزف راق على آلة الأورغ، وقد قدمتا سوية مقطوعات مشتركة غاية في .التجانس والتوافق
كان اللقاء بسيطا وعاديا في شكله ولكنه طرح فكرة جميلة وأوحى لي بسؤال عالق في وجداني منذ زمن. الفكرة هي حين تعزف الفتاة فإنك تسمع موسيقى جيدة رزينة تتقيد بما يميز موسيقانا وأغانينا من روح وأصالة الغناء السوداني، على عكس أبنائنا الذين صاروا يصدعون رؤوسنا بكل ما درجنا على رفضه من نغمات عربية "كربع التون" أو مفهوم أجنبي غربي "كالراب"، باسم التقدم .والتعولم وما شاؤا من تسميات جاؤا بها
أما السؤال فهو، لماذا تلجأ معظم فتياتنا إلى مجال الغناء دوما وبالتحديد، رغم الفشل الذريع للغالب الأعم منهن كمغنيات، ولكن ساحاتنا غير طاردة، فعندنا في السودان نمتاز بالقاعدة المقلوبة، من يفشل يبقى، ولا يغيب إلا بعد أن يدمر من إحساس شبابنا الفني وتراثنا ما يدمر، وإلا .بعد أن يغتني من جيوب الحمقى وذوي الآذان المشروخة، وهم للأسف كثيرون
الشق الثاني للسؤال هو لماذا تترك معظم الفتيات مجال الموسيقى، أعني الموسيقى الآلية، حتى وإن أثبتن نجاحا فيه؟ هل السبب هو السيطرة الذكورية الواضحة أم هو رفض المجتمع، وإن كان مبطنا؟
التاريخ – الخميس 11أغسطس2011م
القناة – قناة أم درمان البرنامج – صبايا أم در المقدمة – نادية عثمان الضيوف سارة شحاته – كمان إبتهال – أورغ